تواصل أميركي روسي إيراني للوصول إلى تسوية شرق أوسطية جديدة
هل فشلت مهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، لاسيما بعد تصفية القيادي في حزب الله والعقل المدبر أمنياً، النائب السابق محمد حيدر في بيروت الإدارية، ما يعني ليس هناك من محرمات أو خطوط حمراء، وهذا يعتبر وقتاً ضائعاً قبل عودة هوكشتاين إلى بيروت أو تل أبيب، وربما لن يعود إذا ثمة سلبيات أو لم تحلحل التعديلات الإسرائيلية على المسودة اللبنانية، وبمعنى آخر، فإنه وفق المعلومات الموثوقة، يتواصل مع الفريق المقرب من رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهذا الفريق يتواصل مع السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، لكن الوقت الحالي بدا للاغتيالات السياسية والأمنية بعد تفجيرات البيجر وسواها، وسط تساؤلات هل انتقلنا إلى مرحلة التصفيات السياسية لقادة حزب الله من نواب حاليين وسابقين وسواهم؟ الأمر الذي يعقد الأمور في ظل الحديث عن تواصل أميركي روسي إيراني ، بمعنى ثمة تحضيرات للوصول إلى تسوية سياسية كبيرة شرق أوسطية، وتحديداً بين طهران وواشنطن، وبين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ما يعني هناك أجواء عن ضرب البنى التحتية العسكرية لحزب الله، ليبقى حزباً سياسياً.
لذلك الأمور صعبة ومعقدة كثيراً قبل الوصول إلى الحل، أي أن العدو الإسرائيلي قد يواصل سياسة الأرض المحروقات وضرب المحرّمات في هذه المرحلة، بدليل ما جرى بعد اغتيال النائب السابق محمد حيدر، حيث أن القوات الإسرائيلية تحاول السيطرة على الشريط الساحلي حتى الأولي وكل هذه المتحولات والمتغيرات الميدانية، من شأنها أن تطغى على مهمة الموفد الأميركي، بمعنى الأجندة قد تتبدل في أي توقيت.
لذلك لبنان أمام صعوبات وتصعيد إسرائيلي مستخدماً الاغتيالات وسياسة الأرض المحروقة، ما يدل على أن مهمة هوكشتاين صعبة، فهل من وقف إطلاق النار قبل أن يتسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب السلطة، لذا اللعبة مفتوحة على كافة الاحتمالات، وسط أجواء ومؤشرات عن ارتفاع منسوب التصعيد من قبل العدو لفرض المزيد من شروطه أي المفاوضات تجري بالنار، وعلى هذه الخلفية، حزب الله قد يستهدف وسط تل أبيب، بعد معادلة تل أبيب مقابل بيروت، التي أطلقها أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم، ومن هذا المنطلق، الأمور الديبلوماسية تبقى معلقة إلى حين عودة الموفد الأميركي، والكلمة باتت واضحة بأنها للميدان في هذه المرحلة التي يمر بها لبنان والمنطقة.