أخبار لبنان

9 كانون الثاني: بين الأمنيات والواقع… هل يُنتخب رئيس للجمهورية؟

كتب جورج حايك:

يأمل الشعب اللبناني أن يُنتخب رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني المقبل، لكن بين الأمنيات والواقع لا تزال هناك هوّة كبيرة. لا شك في أن هناك حراكاً سياسياً لافتاً بين القوى السياسية المختلفة، وثمة زخم دولي لإنتاج رئيس، وربما هذا ما يعوّل عليه الرئيس نبيه بري في تفاؤله وخصوصاً أن لبنان دخل في مرحلة جديدة نتيجة التغيّرات الاقليمية ولا سيما المشهد السوري الذي شهد سقوط نظام بشار الأسد وقطع طريق الإمداد بين إيران و”حزب الله”.

 

ومن المعلومات التي توافرت عن المشاورات الناشطة بأن هامش المناورة يبدو ضيقاً، وتركيبة المجلس النيابي وتوزّع القوى فيه لا يسمحان لفريق الممانعة من جهة وفريق المعارضة من جهة أخرى، بأن يحسم أي منهما المعركة لمصلحته، أو برئيس محسوب عليه بصورة كاملة، ولا يزال البحث عن شخصية توافقية تجمع أكثرية النواب حولها لقيادة المرحلة التي سيكون الرئيس العتيد فيها أمام مهمة تنفيذ ما إتفق عليه في وقف إطلاق النار من التزامات بين اسرائيل ولبنان، وهذا مطلب دولي في الدرجة الأولى، وهنا بيت القصيد.

 

فـ”الحزب” يريد رئيساً يقرأ القرار 1701 في كتابه، وهو سحب السلاح من جنوب الليطاني فقط، والإبقاء على سلاحه في شمال الليطاني، فيما المعارضة وخصوصاً “القوات اللبنانية” تريد رئيساً ينفذ كامل القرار 1701 وما يندرج فيه من قرارات أخرى مثل 1559 و1680، لذا لا يزال مصير الجلسة حتى الآن في مهب الريح!

 

وتشير المعلومات إلى أن جلسة 9 كانون الثاني إذا تركت مفتوحة بجلسات متتالية، فمن الصعب أن تؤدي إلى انتخاب رئيس في ظل الاشتباك السياسي بين الطرفين، لأن الكتلة الوسطيّة المؤلفة من تكتل “الإعتدال” النيابي وكتلة “اللقاء

 الديموقراطي” بإدارة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وبعض الشخصيات المستقلة لن تقبل برئيس تحدٍ لأي طرف، ولن تنتخب إلا اسماً توافقياً، وهذا ما سعى إليه جنبلاط في الأيام الأخيرة محاولاً إقناع بري بانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون. وليس سراً أن فريق الممانعة يريد رؤساء مثل السفير اللبناني السابق في الفاتيكان جورج خوري أو اللواء الياس البيسري، فيما المعارضة تريد رئيساً سيادياً لا غُبار عليه، ولا تستبعد العماد عون من لائحتها.

 

وتؤكّد المعلومات أن قائد الجيش هو الإسم الأكثر قبولاً من الولايات المتحدة الأميركية والسعودية، لذلك من الصعب أن يتخطاه أي إسم آخر في الوضع الحالي، ولو أن للنائب نعمة افرام حيثيّة مسيحيّة ويحاول أن يخوض معركته بوضوح بعدما أعلن ترشيحه وبرنامجه، وهو يسعى إلى “بوانتاج” يؤمّن له أكبر عدد من الأصوات في جلسة 9 كانون الثاني.

 

ليس بعيداً إسم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عن المعركة الرئاسية، صحيح أنه لم يُعلن ترشيحه، إلا أنه يقود حواراً مهماً مع الرئيس بري، وحركة الموفدين بينهما لا تتوقّف، وحتماً لو كانت المعطيات متوافرة لجعجع كي يُعلن ترشيحه لما كان امتنع عن خوض المعركة بوضوح كامل، إلا أن اسمه يشكّل هاجساً مقلقاً للفريق الممانع، إنما باستراتيجية المعركة، يكتفي جعجع بالتلميح إلى حقه الطبيعي بأن يكون رئيساً، وهو بالفعل تتوافر فيه كل مواصفات الرئيس السيادي القويّ، كونه الأكثر تمثيلاً مسيحياً، ويبدو أن اسمه أصبح خط دفاع أول وأخير عن رئاسة سيادية.

 

ليس معروفاً إذا كان الرئيس بري سيدعو الديبلوماسيين والسفراء الأجانب لحضور جلسة الإنتخاب في 9 كانون الثاني، وهو ذكر ذلك، ولم يكرّره مرة أخرى، ولعل هذه الخطوة لها رمزيّتها وتعكس جديّة كبيرة فيما لو أقدم عليها بري. لكن المعلومات الواردة من الخارج أن واشنطن ودولة اقليمية نافذة لا تريدان انتخابات “تهريبة” تنتمي إلى المرحلة السابقة، بل انتخابات تنتمي إلى المرحلة الجديدة، وهذا موقف قد يُطيّر جلسة 9 كانون الثاني على الرغم من كل موجات التفاؤل التي يحاول أن يشيعها بري. ومهما حاول فريق الممانعة الهروب من رئيس سيادي واصلاحي، لن ينجح، وخصوصاً مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وحاجة لبنان الى إعادة الاعمار التي لا تقوى عليها سوى دول الخليج.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق