حزب الله بين فكي كماشة: الطوق السوري – الإسرائيلي يضيق!

يحكم الطوق السوري – الإسرائيلي على حزب الله. إذ ليست صدفة أن تتقاطع النيران السورية والإسرائيلية على طول الحدود اللبنانية من الناقورة إلى الهرمل، وهي مُرشحة إلى مزيد من التمدّد.
ثمة قناعة لدى جهات محلية وأخرى خارجية أن ما يحصل جنوبا وشرقا إنما هو جزء لا يتجزأ من الحصار على حزب الله لدفعه إلى تسليم سلاحه والتخلي عنه طوعا، ليس فقط في جنوب الليطاني، وإلا فالعقاب العسكري جاهز وسيتّخذ منحى تصاعديا وصولا إلى حرب جديدة عليه، لكن هذه المرة لن تقتصر على إسرائيل وحدها.
وتذهب مصادر ديبلوماسية حدّ الحديث عن دفتر شروط أميركي ينفّذه الرئيس السوري أحمد الشرع في ما خصّ حزب الله عبر قطع كلّي لطريق الإمداد العسكري، وخنقه ماليا وهو ما دفع الحزب الى استخدام القناة التركية، وصولا إلى الخيار العسكري، وهو ما يحصل جزئيا عند الحدود الشرقية. وتعتبر المصادر أن التقاطع السوري – الإسرائيلي على استهداف الحزب ليس عفويا، لكن ليس بالضرورة أن يكون تقاطعا مباشرا، بمعنى من المستبعد وجود تنسيق مباشر سوري – إسرائيلي في الميني حرب القائمة، إنما تلاقي أهداف تنفيذا لأجندة تصفية الحزب.
وتعتبر المصادر أن المسار السوري – الإسرائيلي بات جزءا لا يتجزأ من أوراق الضغط لتنفيذ القرار ١٧٠١ ومندرجات اتفاق وقف إطلاق النار، على أن يتدرّج نزع سلاح الحزب من الجنوب أولا باعتباره الأكثر إلحاحا الآن من أجل ضمان الحكومة الإسرائيلية عودة المستوطنين إلى الشمال، ليتوسع لاحقا وبمدى زمني غير مفتوح وربما أقصر ممّا يتوقّع الحزب وحلفاؤه، إلى منطقة شمال الليطاني وكل لبنان.
وتشدد المصادر على أن هذا المسار مرتبط ارتباطا مباشرا ووثيقا بإعادة الإعمار، لافتة إلى أن أيا من الدول المانحة لن تقدّم مساعدات مالية ما لم تطمئن إلى أن الحزب لن يعود قادرا على تحريك جبهة الجنوب وتحويلها منطقة نفوذ وعمليات وعسكرة وتسليح ومنصة لاستهداف إسرائيل على غرار ما كان حاصلا منذ التسعينات حتى ٢٨ تشرين الثاني ٢٠٢٤.