بو خالد: لحصر السلاح بيد الدولة ومكافحة الفساد المستشري

افتتح مؤتمر “مشروع بناء السلام في لبنان”في دير الانطونية الحدث-بعبدا بدعوة من الناشط السياسي والإجتماعي رمزي بو خالد، وبإدارة الإعلامية لارا المغريقي في حضور عددٍ كبير من الباحثين والنشطاء السياسيين والاقتصاديين والإعلاميين.
وفي كلمته قال بو خالد: “أمام السيل الجارف من الجهل، تكون أولى خطوات الإصلاح هي غرس الوعي ٠٠٠
سلام من القلب لكل من شرفنا بالحضور ، سلام المحبة من عقل محب لنعالج موضوع السلام ونعي أنه مفتاح العقول والقلوب ٠٠٠
لطالما اعتبر لبنان مثالاً حياً للتنوع الثقافي والديني ومع ذلك لم يكن هذا التنوع دائما” مصدر قوة بل كان في كثير من الأحيان سببا” للصراعات والنزاعات الداخلية. أما في السنوات الأخيرة وخاصة بعد الحرب التي أطلقها حزب الله بهدف مساندة غزة وتفرده بقرار الحرب والسلم وما خلفته هذه الحرب من ويلات على البلاد والعباد، أصبح بناء السلام في لبنان أمرا” ملحا” يتطلب جهوداً متكاملة لتحقيق الاستقرار والاندماج الإجتماعي بهدف معالجة الجذور الأساسية للنزاع وتعزيز الحوار بين مختلف المكونات الاجتماعية. وذلك من خلال برامج وأنشطة تهدف الى تعزيز العلاقات بين هذه المكونات ومعالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية حتى لا تساهم في تفاقم التوترات. كذلك عبر توفير مساحات للحوار والتفاعل بين الشباب بهدف اشراكهم في عملية بناء السلام من خلال تعزيز دور الشباب والنساء في إتخاذ القرارات.
نحن نؤمن أن النجاح في تحقيق السلام الدائم يتطلب التزاما” جماعياً وفهما” عميقا” للتحديات التي تواجهنا.
إن التعدد الطائفي يشكل تحديًا كبيرًا في بناء السلام في لبنان، حيث يتداخل الدين والسياسة في القضايا الأمنية والقضائية.
كما أن النفوذ الخارجي، بالتواطؤ مع أطراف داخلية، يؤثران على الاستقرار ويضعفان قدرة الدولة على فرض سيادتها بشكل كامل.
من هنا بناء السلام في لبنان يتطلب عملاً مستمرًا لتحقيق الإصلاحات الإدارية والمؤسساتية، بهدف بناء دولة قوية قادرة على حماية أمن مواطنيها وضمان عدالته الاجتماعية.
وذلك من خلال
1.فرض الأمن و تعزيز قدرات الجيش وقوى الأمن الداخلي لتأمين الحدود ومنع أي أنشطة إرهابية أو تهريب عبر الحدود.
2. تقليص النفوذ الخارجي الذي يهدد الأمن الداخلي من خلال دعم سيطرة الدولة على جميع أراضيها وتطبيق القرارات الدولية لمنع التصعيد وتجدد الأزمات.
3. إصلاح النظام القضائي من خلال تعزيز الشفافية، المساءلة، والكفاءة، مع ضمان استقلاليته عن التدخلات السياسية.
فمثل تلك الخطوات ستساهم في تعزيز ثقة المواطنين بالنظام القضائي.
4. تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي
اذ تعاني السياسة اللبنانية من انقسامات عميقة بين القوى السياسية والطائفية، مما يعطل اتخاذ القرارات ويزيد من حدة التوترات.
لذا يتطلب منا إصلاحات سياسية تعزز الشفافية والمساءلة، وتقوي مرجعية مؤسسات الدولة.
كما يتعين معالجة القضايا الجوهرية مثل حصر السلاح بيد الدولة ومكافحة الفساد المستشري في الإدارة ومؤسسات الدولة، وإنهاء المحاصصة الطائفية التي أصبحت جزءًا يوميًا من العمل السياسي في لبنان.
5. تعزيز التماسك الاجتماعي كركيزة أساسية لبناء السلام، من خلال تعزيز ثقافة الحوار وتحسين ظروف الحياة اليومية للمواطنين، لا سيما في المناطق المهمشة.
يشمل ذلك تحسين التعليم، توفير الرعاية الصحية، وتطوير البنية التحتية، مما يسهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي.
6. مواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة، حيث يتفاقم الفقر وترتفع معدلات البطالة ويتدنى مستوى المعيشي من هنا يصبح من الضروري تبني سياسات اقتصادية وإنمائية تساهم في تخفيف معاناة المواطنين
7. ان تاريخ لبنان مرتبط ارتباطا وثيقا مع تاريخ الدول العربية الأخرى ويشهد على ذلك مشاركة لبنان في حركات التحرر والاستقلال العربي منذ القرن العشرين
لا يجب ان تظل العلاقات اللبنانية العربية معقدة ومتعددة الابعاد تعكس في كثير من الاحيان التغيرات السياسية والاجتماعية في المنطقة.
إن بناء السلام في لبنان ليس مهمة سهلة، ولكنه ممكن إذا تم تبني رؤية شاملة تأخذ في الاعتبار جميع الأبعاد الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية، السياسية، الإعلامية، والإنمائية.
فان تحقيق هذا الهدف يتطلب تعاونًا واسعا” بين كافة القوى السياسية، المجتمع المدني، والمنظمات الدولية.
في الختام اسمحوا لي القول ان مشروع بناء السلام في لبنان ليس مجرد مسعى لتحسين الأوضاع الحالية بل هو استثمار في مستقبل أكثر إشراقا” وتعايشا” بين جميع مكونات المجتمع اللبناني.


