نازحو الساحل السوري الى لبنان قارب عددهم الـ 50 ألفا

لا يزال شمال لبنان يشهد موجات كبيرة من نازحي الساحل السوري، يتوزعون بين عكار وطرابلس والكورة وزغرتا، حيث يعبرون النهر الكبير في ظروف صعبة للغاية. وقد تجاوزت اعدادهم الخمسين الف نازح، غالبيتهم يتولى الصليب الاحمر اللبناني تسجيلهم، ثم يسلم اللوائح الى منظمة شؤون اللاجئين.
و يوضح رئيس بلدية تلبيرة عبد الحميد صقر ان بلدته لوحدها تجاوز عدد النازحين فيها الـ 400 عائلة، موزعين بين قاعات البلدية والمزار والمنازل، وحسب رأيه ان عدد النازحين الاجمالي في قرى وبلدات عكار تجاوز الـ 25 ألف نازح. وكشف ان المفوضية العامة لشؤون اللاجئين بصدد اقامة مخيم في البلدة لهم.
مدير مكتب رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ احمد عاصي اوضح ان المفوضية تشكو من نقص التمويل، لكنها توفر مساعدات ضمن الامكانيات المتاحة، الا انه جرى التواصل مع سفارات الاتحاد الاوروبي لتأمين ما يلزم لحاجات النزوح الانسانية. ولفت الى ان الصليب الاحمر اللبناني يقدم حصصا غذائية ومواد تنظيف وفرش واغطية، اما منظمة “كاريتاس” فتؤمن وجبات طعام يومية.
كما تقدم “الرابطة الخيرية الاسلامية” العلوية مساعدات باشراف المجلس الاسلامي العلوي، الذي يتلقى ضمن الامكانيات المتوفرة مساعدات مالية وعينية من ابناء الجالية العلوية في اوستراليا ومغتربات، لكنها مساعدات مالية محدودة لا تغطي مجمل النازحين، الذين تتزايد اعدادهم يوميا، في ظل سيل النزوح المتواصل للفارين من المجازر، التي لم تتوقف في الساحل السوري بعيدا عن الكاميرات وبتجاهل الاعلام العربي والعالمي.
مصادر متابعة، اكدت اهمية احتضان منظمة شؤون اللاجئين لنازحي الساحل السوري الفارين من المجازر، وان دورهم المقتصر حاليا على تسجيل الاسماء غير كاف، بل يقتضي ممارسة الدور المرسوم لها كمؤسسة مهمتها رعاية النازحين الهاربين من الموت المحتوم، وان هناك نداءات الى المنظمات الانسانية العالمية للالتفات نحو النازحين الهاربين من الساحل السوري، حيث ان المجازر لا تزال متواصلة ولم تتوقف وهناك عائلات ابيدت باكملها، وان لجان التحقيق والاستقصاء لا تزال لجان صورية لم تحقق المبتغى المرجو، في كشف الحقائق المرعبة الجارية الى اليوم في الساحل السوري، والتي تؤدي الى تهجير كافة ابناء الطائفة الاسلامية العلوية في سوريا.
المصدر/الديار