أخبار لبنان

القاضي الشيخ خلدون عريمط: “بيروت ليست للبيع ولا للتقسيم… كفى مزايدات طائفية، إرحموا لبنان!”

رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط يؤكد على الموقف الرافض لتقسيم بلدية بيروت ويقول ل”المركزية” “تقسيم بلدية محافظة بيروت غير مقبول ومرفوض شكلا ومضموناً،لأن بيروت العاصمة هي النموذج لوحدة النسيج اللبناني، وطرح تقسيم بلديتها في كل موسم انتخابي هو عمل شعبوي لتحصيل مكاسب آنية ولا يخدم العمل التنموي والبلدي للعاصمة. فالرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن بعده سعد الحريري ثبتا مبدأ المناصفة بين المسيحيين والمسلمين مهما ازداد عدد المسلمين ومهما تضاءل عدد المسيحيين، لأن بيروت العاصمة هي رسالة لوحدة اللبنانيين وعيشهم الواحد وقيام دولتهم القوية الوطنية العادلة لبنان، والعاصمة بيروت ليست بحاجة لثقافة التقسيم والمحاصصة إنما هي بحاجة ماسة إلى ثقافة المواطنة والإنماء وثقافة العمل جميعاً سياسيين ومواطنين للخروج من الخنادق المذهبية والكهوف الطائفية التي دمرت البلاد والعباد وأرجعت لبنان مئة عام إلى الوراء.

مستطردا أن “المواطن اللبناني يريد الحدائق العامة وتنظيف الشوارع وتشجيرها وزراعة جوانبها بالازهار والورود ؛ وحل مشكلة السير ؛ والدراجات الهوائية والامن والامان ؛وتأمين المواقف للسيارات؛ يلفت القاضي عريمط هذه الاصلاحات ليست مهام او ملك طائفه معينه ؛ ولا يهم المواطن من يقوم 

 بهذه المهام ؛ سواء كان مسلماً أم مسيحياً، سنياً أو مارونيا ؛ شيعيا أو أرثوذكسيا ؛ درزيا أو كاثوليكيا. علينا جميعا أن نخرج من هذه العناوين ؛وندخل في رحاب الوطن لنستحق لبنان. وما يثار هنا وهناك هو لإلهاء اللبنانيين وأبناء العاصمة خصوصاً عن المشكلة الأساسية ألا وهي السلاح غير الشرعي والمشروع الصفوي الايراني؛ والخطر الصهيوني على لبنان الدولة والوطن والكيان. 

يضيف القاضي عريمط”العودة إلى هذا الخطاب الطائفي والمذهبي هي رسالة مشبوهة ؛وترسم أكثر من علامة استفهام للقول بأن لبنان ليس أهلاً للحياة؛ ولا يستطيع أن يحكم نفسه بنفسه؛ وهو بحاجة إلى وصاية؛ بمعنى آخر أي أن لبنان لم يبلغ سن الرشد بعد، هل تريدون ذلك ايها المتلاعبون بمشاعر الناس؛وتوقيت هذه الطروحات في هذا الوقت؛ في ظل الصراع بين المشروع الصفوي في إيران والمشروع الصهيوني في فلسطين، وفي ظل الإضطرابات في المنطقة لا يخدم الوحدة في لبنان ولا يساهم في نهوضه ؛وهي دعوة مشبوهة لإقامة كيانات مذهبية طائفية وعرقية في هذا الشرق العربي الذي يئن من الجراحات والدماء والآلام”.

وتعقيبا على الكلام عن إمكانية حصول خلل في المناصفة نتيجة الخلل الديمغرافي الحاصل في العاصمة بيروت, يعود القاضي عريمط إلى قول “الرجل الذي أحب لبنان الرئيس الشهيد رفيق الحريري المأثور “أوقفنا العدّ” ويسأل:” ماذا فعل المجلس البلدي السابق وقبله وقبله وقبله؟ المهم أن يكون هناك مجلس بلدي متماسك ومتعاون ، لا مكان فيه للطائفية والمذهبية. والمطلوب العودة إلى ثقافة المواطنة والخروج من الخنادق المذهبية والطائفية التي دمرت البلاد والعباد على مدى 50 عاماً بسبب الصراعات الطائفية “.

ويختم القاضي عريمط بنداء إلى اللبنانيين”كفى مزايدات هنا وهناك. إرحموا لبنان. عودوا إلى وطنيتكم. عودوا إلى لبنان وإلى ثقافة المواطنة، وتخلصوا من المشاريع التي تخدم أعداء لبنان الذي كان سويسرا الشرق لكن المذهبية والطائفية حولته إلى ساحة لصراعات المنطقة وتصفية الحسابات بين القوى المتصارعة إقليميا ودوليا. ايها السياسيون الحاملين لواء حقوق الطوائف والمذاهب؛ اتقوا الله؛ او أرحلوا عنا ان وجدتم من يستقبلكم ؛ ودعوا لبنان وطن الحرية والجمال يعيش ؛ إرحموا لبنان وشعبه فهو لا يحتاجكم ؛ بل يحتاج إلى الإستقرار والأمن والوحدة والحرية والسلام “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى