الشرق الأوسط الجديد: تحوّل سياسي يتجاوز الدين والتقاليد

تشهد منطقة الشرق الأوسط مساراً متسارعاً نحو تحوّل جذري في البنية السياسية، حيث تتبدّل المفاهيم والقيم التي طالما حكمت العلاقات والسياسات. هذا التحوّل، وإن كان بطيئاً في بعض الدول نتيجة صعوبة تقبّل التغيير، ينبع من مقاربات جديدة لا تستند إلى الدين أو العادات المتوارثة، بل إلى منطق استراتيجي مختلف. والنتيجة المرتقبة: شرق أوسط أكثر انفتاحاً واستقراراً، خالٍ من النزاعات، في وقت تتسابق فيه القوى الإقليمية لنيل القبول الأميركي ساعية وراء امتيازات خاصة ومكاسب استراتيجية.ويبدو أن هذا التحوّل ليس مجرد تعديل في السياسات، بل هو إعادة صياغة لهوية المنطقة ودورها العالمي. فالدول لم تعد تبحث فقط عن الأمن والبقاء، بل عن تموضع جديد في عالم متعدد الأقطاب، تقوده التفاهمات الاقتصادية والتحالفات التقنية. وهذا يتطلّب التخلي عن الخطابات الشعبوية والانغلاق الإيديولوجي، لصالح لغة المصالح والبراغماتية السياسية.

شانتال خليل.