جزين وقضاؤها: انتخابات بلدية على وقع الانقسام والتحالفات المتقلبة

قبل أيام من الانتخابات البلدية جنوباً، تشهد منطقة جزين حالة من الغليان السياسي، إذ تتواجه القوى التقليدية، ولا سيما “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، ضمن مشهد يتداخل فيه الحزبي بالعائلي والطائفي، في قضاء تحوّل إلى مختبر مصغّر للصراع الوطني.بلدات حُسمت بالتزكية:تم التوافق بصمت في تسع بلدات منها وادي الليمون وكفرجرة وصيدون، نتيجة تفاهمات عائلية بعيدة عن الأضواء.انفجار التباينات في بلدات أخرى:في كفرحونة، تلاشى التوافق بين المكونات الشيعية والمسيحية، ما أدى إلى ثلاث لوائح انتخابية متنافسة، أبرزها لائحة مشتركة باسم “كفرحونة للغد الأفضل”، تقابلها لائحتان مدعومتان من القوات والتيار.مواجهات وتحالفات متشابكة:مليخ: لائحتان، إحداهما مدعومة من “القوات”، والأخرى من “التيار” و”الثنائي الشيعي”.كفرفالوس: صراع علني بين لائحة تؤيدها “القوات” بقيادة ريمون نهرا، وأخرى محسوبة على “التيار” يرأسها بول الشماعي.روم: معركة ضبابية بين لائحتين: واحدة تحالف عريض يشمل “أمل” و”القوات”، وأخرى مدعومة من “التيار” و”حزب الله”.عاراي: تنافس بين أبناء العائلة الواحدة، حيث يحمل كل فريق اسم “مارون سويدي”، لكن يفترق على دعم القوات أو العونيين.بكاسين: التسوية العائلية سقطت، وبرزت مواجهات بفعل تمرد فردي لثلاثة مرشحين.قيتولي: لوائح عائلية الطابع بمساندة سياسية جزئية، والمداورة في الرئاسة حلاً لتفادي الاحتدام.بنواتي: معركة بين جيلين داخل العائلة السنّية الواحدة، تمثل صراعاً على هوية البلدة ودورها.خلاصة:قضاء جزين على فوهة بركان سياسي محلي، حيث التفاهمات تهتز تحت ضغط الطموحات الشخصية والحزبية. إنها ليست مجرد انتخابات بلدية، بل ساحة لصراع نفوذ يتجاوز الصناديق إلى عمق التوازنات المناطقية والذاكرة الجماعية.