ردّ مفنّد على مقال “ليبانون ديبايت” : تضليل إعلامي أم تصفية حسابات واغتيال معنوي لسماحة القاضي الشيخ خلدون عريمط واستخفاف بعقول شخصيات كبيرة؟

-حسين سوبره
إزاء ما نشره موقع “ليبانون ديبايت” من مزاعم تحت عنوان “تفاصيل أخطر عملية احتيال…”، يهمنا تفكيك هذه الرواية التي تفتقر لأدنى مقومات الدقة المهنية والقانونية:
أولاً: التفكيك المنهجي للادّعاءات:
– توصيف “عملية احتيال”: هو توصيف إنشائي دعائي لا يستند إلى أي حكم قضائي أو قرار اتهامي رسمي، والهدف منه تهيئة القارئ نفسياً لتقبل اتهامات مرسلة.
– غياب الوثائق: ادّعى المقال وجود “معلومات موثقة” لكنه لم يبرز وثيقة واحدة، أو تسجيل، أو مصدر مسمى، مما يجعله مجرد “وهم مهني” لتغطية غياب الدليل.
– الزج بالأسماء الكبيرة: تم زج أسماء مرجعيات (كالسنيورة، رضوان السيد، وجعجع) دون صدور أي تصريح أو شكوى منهم، وذلك فقط لإضفاء مصداقية وهمية على الرواية.
– المزاعم المالية: لا يوجد أي دليل على تحويلات أو مبالغ، والهدف هو تلطيخ السمعة الأخلاقية لسماحة الشيخ خلدون عريمط بأرقام غير قابلة للتحقق.
– قصة “رنّ الهاتف”: هي رواية درامية تفتقر لأي محضر أمني أو توثيق، استُخدمت كبديل عن الدليل القانوني الغائب.
– مغادرة لبنان: الشخص المعني غير مطلوب للقضاء وليس ممنوعاً من السفر، ومحاولة تصوير سفره كـ “هروب” هو تضليل مكشوف.
ثانياً: من المستفيد سياسياً من هذه الحملة؟
إن هذه الحملة سياسية بامتياز، غُلّفت بقصة احتيال لتصفية حسابات نفوذ: 1- ضرب الشخصيات المستقلة داخل البيئة السنية. 2- محاولة إحداث شرخ في العلاقات اللبنانية-السعودية عبر الإيحاء بوجود “قنوات وهمية”. 3- تشويه المسارات الدستورية (مثل تسمية رؤساء الحكومات) وتصويرها كأنها نتاج خديعة. 4- استهانة بعقول هذه الشخصيات الكبيرة
ثالثاً: بين الصحافة والاغتيال المعنوي:
يخلو النص من أي مستند قضائي، ويعتمد كلياً على تعابير “تفيد الروايات” و”تشير المعطيات”. إن تحويل الخلافات السياسية إلى اتهامات جنائية غير مثبتة هو “اغتيال معنوي” يضرب ما تبقى من ثقة بالإعلام اللبناني.
الخلاصة: أي ادعاء بهذا الحجم مكانه الطبيعي هو القضاء لا الصفحات الإخبارية. وما جرى هو حملة تشويه منظمة تهدف للفتنة وتلطيخ السمعة لأهداف انتخابية وسياسية ضيقة.



