في غمرة الأحداث المتلاحقة على الساحة اللبنانية، يدور كلام عن تمايز وتباعد بين رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية”، الدكتور سمير جعجع، وآخر فصول هذا التباعد بحسب البعض تجلّى في زيارة جعجع لرئيس الحكومة نواف سلام منذ أيام قليلة.ففي حين عمد جعجع إلى زيارة عون في ٢٤ حزيران الماضي، مطالبًا إياه بمزيد من العمق والسرعة في التنفيذ في إطار تسليم سلاح حزب الله، اختار جعجع زيارة سلام بعد إقرار الحكومة بند حصر السلاح بيد الدولة وتكليف الجيش وضع الخطة التطبيقية لذلك قبل نهاية العام.خطوات جعجع هذه، فسّرها البعض على أنها دعم غير مباشر لسلام مقابل الابتعاد عن عون في حين أن غالبية الفرقاء يحرصون على زيارة عون وتقديم الدعم الكامل له في وجه التحديات التي تعصف بالبلد.في المقابل، أعطى البعض الآخر بعدًا آخر لزيارة جعجع لسلام، معتبرين أنها محاولة مبطّنة لتطويق السجال الذي أثاره تصريح جعجع خلال استقباله سلام في افتتاح مهرجانات الأرز، حيث قال:”مش مبسوط منو”.ولكن كيف تعلّق “القوات” على كل هذه التحاليل؟ أجاب رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية”، شارل جبور في حديث خاص لموقع “الكلمة أونلاين”، واضعًا “هذه التحاليل في خانة الكلام المغرض والخبيث والكاذب والمفبرك”، مذكّرًا بأن “جعجع كان قد زار عون أوّلًا وتباحث معه في مختلف الملفات والقضايا”، مشيرًا إلى أن الطرفين متّفقان على الجوهر الأساسي ويدعمان الأهداف نفسها”.على صعيد آخر، أوضح جبور أن “أحد الأسباب الرئيسية لزيارة جعجع لسلام هو تعرّض الأخير لحملة تخوين كبيرة ورفع صوره واتّهامه بالعمالة”.وقال: “كل هذا الكلام المتداول لا أساس له من الصّحة وهدفه الترويج الكاذب لأخبار غير حقيقية”.وعن توقيت زيارة جعجع لسلام وحصولها تحديدًا بعد قراري الحكومة في 5 و7 آب، ذكر جبور أن “تنقّل جعجع وزياراته مرتبطة باعتبارات أمنية معروفة للجميع”، لافتًا إلى أن “”القوات” لا تهدف للقيام بأي احتفالية أو بأي زيارة تهنئة بصدور هذين القرارين لأنها تعتبر أنهما يأتيان في إطار المسار الطبيعي لتطبيق الدستور اللبناني والبيان الوزاري”.وحول ما يُحكى عن تشكّل خطّين متقابلين، يضمّ الأول “القوات” إلى جانب سلام في وجه خطّ ثانٍ على رأسه عون ومن يدور في فلكه، حسم جبور هذا الجدل، مشدّدًا على أن “هناك خطين رئيسيين لا ثالث لهما في البلد، الأول يضم من يؤمنون بمشروع الدولة وعلى رأسهم رئيسي الجمهورية والحكومة و”القوات” وجميع القوى السيادية الأخرى، والثاني يضمّ من لا يريدون قيام الدولة الفعلية ويريدون إبقاء لبنان ساحة لإيران وفي طليعتهم حزب الله”.
المصدر/ الكلمة أونلاين
