في مقاله الأخير، كتب “ليبان صليبا” عن الحماقة البروتوكولية:
يطمئنون إلى سمير جعجع لأنهم يعلمون أنه لا يتصرّف بمهاتراتهم وصغائرهم على نحو ما يعملون، الصغار يخشون الكبار، الهامش لا يحب صلب الموضوع، الطارئ لا يحتمل الدائم وعابر السبيل لا يطيق المقيم الثابت، هذه الحماقة البروتوكولية لا تنال من الحكيم، وقداسة الحبر الأعظم لا يغفل عن معاناة البلد بمرور موكبه على طريق معبّد ولا تخفى عليه الظلمة تحت أنوار الشوارع، كما أنه يعلم جيداً من هو الغائب بروتوكولياً والحاضر في كل شيء آخر من نص كلمته أمام الحاضرين بروتوكولياً وسيرددون كلماته وشعاراته شعراً ونثراً وخطابياً، فيما سمير جعجع يعيش كلمة قداسة البابا فعلاً يومياً نَصّاً وروحاً ورجاءً وسجناً حين كان الكثير من الحاضرين سجناء أطماع ومصالح شخصية وأصحاب نفوذ استخدموه بشكل أوصل البلاد والعباد إلى الإستسلام والإستزلام وطغيان الباطل على الحق وهيمنة الكلام على السلام، وحده سمير جعجع كان يقبع في حرّيته رافضاً أن يكون شريكاً في تدنيس أرض القديسين التي وطأها يسوع المسيح وعبرتها العذراء مريم، طبعاً، لو كان سمير جعجع حاضراً في الجسد لشعر بالرضا والفخر والمجد في بعبدا أثناء سماع كلمة الحبر الأعظم، لابأس، هو يشعر بالرضا والفخر والمجد في معراب التي قصدوها جميعهم، جميعهم، لتأمين مصالحهم، وعلى الرغم من الحماقة البروتوكولية ستبقى معراب سنداً للدولة وسيدها أميناً على مؤسساتها وحامياً لشعبها وساعياً حقيقياً للسلام، طوبى له…
لقد كانت المناسبة فرصة للسلطة بكافة أركانها للجمع بين سمير جعجع ونبيه بري ومحمد رعد تحت سقف واحد، ولكن الحماقة البروتوكولية لم ترَ هذه الفرصة، أو أنها لا تريدها للعب على حبال التناقضات على قاعدة فرّق تسد، إنها حماقة يا سادة مهما تعددت الأسباب، سمير جعجع يزعج الصغار، رئيس أكبر كتلة نيابية، ورئيس جميع الهيئات الطلابية في كافة الجامعات، ورئيس أكبر حزب جدول مواعيده لا ينضب، يضمّ مصالح وأجهزة نموذجية وصالحة لإدارة عشر دول مثل لبنان بكفاءة وجدارة ونزاهة وعدالة وشفافية، وبدكن ياهن يرتاحوا لوجوده، صدقوني، لو كان البروتوكول يفترض وجود الحكيم لخرقوه وعدّلوه حتى لا يدعوه، نفهمكم، نعرفكم ولذلك نحن خلف سمير جعجع، لأنه لا يشبهكم.
