أخبار لبنانالرئيسية

المنشد محمد رمّال صوت رخاميّ وحنجرة ذهبية خالدة

في عالم التسويق الذي تغلبت فيه السطحيات والهوامش على القيمة والأصالة، يغدو المنشد الاسلامي وصاحب الصوت الماسي محمد رمال في مكان آخر.
هو بين المكانين، حيث لم تستطع كل محاولات الترويج لما هو سطحي أن تطمس هويته وفنّه المميز. وفي مكان آخر تبقى إطلالته رهن الكثير من حسابات الآخرين، وحتى من حساباته هو، لأنه ينشد الأصلح والأعمق ويذهب الى حيث أصالة الشعر وجدارة الكلمة واللحن في آن، وإن كان ذلك في عداد ما يمكن وضعه في إطار النوادر في هذه الأيام.

وعندما تجلىّ صوت محمد رمال في الوطنيات العابرة لكل المسافات والحسابات الذاتية من خلال” وطن النور”، أحسسنا أن هذه البداية ستحمل تباشير أكبر وأوسع ، لأن المساحات الأخرى في ما تابعناه عند غيره كانت غالبًا ما تلتّف نحو الخاص بعدما تغور في العام. ويبدو أن الإمكانيات اللوجستية لدى محمد رمال تخون إمكانياته “الصوتية” وقدراته الفنيّة المرعبة، وهنا يكمن بيت القصيد. في هذه المساحة لا بد له أن يعمل لتدوير الزوايا على الإمكانيات بمعيّة من يساعد ومن يمكن أن يحمل معه على صعيد جودة الشعر الجديد. من جهته، أصرّ رمال على الجديد غير المكرر ولا المستورد وفق آليات النشيد التقليدية التي تخاطب سطحيّة النفوس ولا تقترب من نقاوة العقول، وما ينطبق على الشعر ينطبق أيضاً على الموسيقى وحتى التصوير وما الى ذلك.

أما السؤال الذي يطرح نفسه هنا، أليس ظلمًا أن يبقى هذا الصوت أسير الامكانيات ورهين المحبس التقليدي!؟

لا بد من رعاة حقيقيين له حتى يعود محلّقاً في مساحات الفضاء التي نعرف أنها مساحات النسور التي تمتلك رئات مختلفة ولا تستطيع رئات العصافير أن تطير إليها.

ثمة مدىً لا بد لهذا الإسم أن يُغرّد فيه، وموطناً لا بد أن يجول في أرجائه ليعيد البسمة لجمهور تعوّد على متابعة الأصالة في الجديد والجدّة في الأصالة.
المنشد محمد رمال، موقعه بين الكبار وفي رأس الهرم على صعيد الانشاد الاسلامي، وذلك بشهادة الهرم الكبير وديع الصافي الذي قال: محمد رمال هرم في الانشاد. وليته اختطّ لنفسه طريقاً يمخر به على باب الوسطيات فلا يدخل الى “مغنى” الآخرين ولا يحصر نفسه في النشيد الاسلامي المدائحي، بل يروح نحو القيم في المساحات التي أطلقتها مرجعيات اسلامية كبرى أباحت الفن في خط الخير تماماً كما هو الشعر. وذلك هو الخيط الرفيع لمزيد من التألق والإبداع لهذا الاسم وهذا الصوت الذي يكاد يكون درّة نادرة وجوهرة فريدة.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق