أخبار لبنان

التغيير الديموغرافي و المسؤولية التاريخية اللاّحقة بنواب كسروان جبيل و الأحزاب المسيحية

كتب المحامي أنطوان خليل:

بدأت تنكشف فصول مسرحية إقفال الدوائر العقارية في كسروان ؛  التي أخرجها بعض” الثيران تحت اسم ثوّار مع وكلاء لهم  يلتمسون الشهرة في الضوضاء يرافقهم الإفلاس بالوطنية الحقة و القحط بالإنجازات القانونية و القضائية” فألبوسها طابع مكافحة فساد في دائرة عقارية و شهروا سيف البطولة بمواجهة موظف قبض ” عشرة آلاف ليرة او مليون.. ”  لقاء تسهيل معاملة هنا و تسيير عمل هناك و ملاحقته بجرم” الكسب غير المشروع”  وتُهم الفساد متناسون الأفواه المفتوحة ذات الأجواف الفارغة التي دأبت نهشا” في جسم مالية الدولة والتي يعرفها القاصي و الداني..”
فبقي الموظف يتيم 

و بقيت الأبواب مقفلة طيلة فترة أنهكت المنطقة خلالها و ما تحرّك  ساكناً من هو ذات صفة تمثيلية سوى بعد ان علت اصوات المواطنين بعد سنة من ظاهرة الاقفال  بإجتماع يتيم ..مرة أو مرتين و زيارة رسمية بهدف واحد و هو  إستلحاق النقمة الشعبية …ولعل أبواب الدوائر ستعود للعمل قريبا لا لسبب سوى أن “البوّاب “..ارتأى الوقت المناسب لإعادة فتحها.

ولكن المهم الأهمّ 
ما يحكى أنه تم تمريره في فترة الاقفال من بيوعات امتدت من بلدة المنصف الى منطقة الصفرا مارة في جبيل و تممدت الى كسروان ؛
 معقودة ببيع ألاف و الاف الأمتار لصالح ذوي ال fresh money و الأكيد انهم من خارج نسيج المنطقة و مذاهبها .

 و ما ذاك سوى ما يمكن للمنطق ربطه بظاهرة ضرب المصارف اللبنانية..أو المستفيدن منها من حملة الاموال النقدية  من مبيضي الأموال أو منفذي اجندات الإمتدادات الديموغرافية و تغيير الهوية .

منذ أقل من نصف قرن كان المسيحيون في لبنان ٨٥% من مجمل السكان؛  أما اليوم فبالكاد يلامسون نسبة ٣٥% من نسيج سكان لبنان و مواطنيه .

فالعوز و الخوف كانا عنصري تهجير مسيحيو لبنان منذ قرن، حيث وَقَفوا عقاراتهم للأديرة و الأوقاف المسيحية على إعتقاد منهم  المحافظة عليها لحين العودة…و هاجر المسيحيون و خلت أراضيهم و لم يلقوا بالأوقاف خير مدافع …و لكن خير وكيل  بوجه الغزاة.

أما اليوم ؛ 
فالوسيلة ذاتها و المتكونة من عنصري الترهيب و العوز ؛ تعود للواجهة حيث يتم اغراء اصحاب العقارات لا سيما الكبيرةو  التي لا تجد شارٍ مناسب فس ظروف عادية و بأسعار ضخمة “وطبشة ميزان” يختار المالك ضمانة أولاده لقاء التخلي عن ملكيته.

واجهت البطريركية المارونية بشراسة هذه الظاهرة و رفعت الصوت ولكن لم  تلقَ أي مجيب و لا أي  حسيب و لا رقيب..سوى ما هو خجول من صوت هنا و صوت هناك لا يفي بالغرض اذاء فداحة الواقع.

نعم ؛ ان أراضي المنطقة تُسحب من ابنائها رويدا رويدا و بوتيرة سريعة .
لا سيما الأراضي الشاسعة الممتدة على الشاطئ و في العمق الكسرواني الفتوحي و الجُبيلي.

أيها السادة النواب  و يا ممثلو الأحزاب المسيحية؛   إن لهفتكم على تولي المناصب و السباق على كرسي بعبدا لن يجدي نفعاً اذا اختل قلب العرين المسيحي لأنه يزول  السبب   بإنتفاء الموضوع. 

نعم لحركة رادعة تتمحور  برسملة صندوق من قبل المُقتدر والمغترب المسيحي و الكرسي البطريركي وبمساهمة فعّالة  للأحزاب المسيحية العاتية و المُرسملة فقط للمنافع الشخصية و لتحريك الساحات بوجه بعضها ؛ ترافق هذه الحركة  رعاية قانونية بالإشتراك مع الكتاب العدول و المحامون و مسيرة توعوية تكبح النزف الذي يهدد جذور تاريخية بالزوال..وعندها لا بقى سوى 
 “البكاء و صريف الأسنان” .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق