شغور رئاسي يسبّب المزيد من الأزمات
يبدو أن زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، لا تحمل معها أي جديد، وبالتالي كما جاء غادر، لكن في المعلومات الموثوقة لموقع “جبيل اليوم” من قبل بعض الأوساط الفرنسية والغربية، لاسيما اللجنة الخماسية، فإن لودريان لم يقرر العودة كما قيل، بل ينتظر نتائج لقاء الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش إحتفالات النورماندي، بعدما رفع لودريان تقريراً للرئيس ماكرون حول كل لقاءاته في العاصمة اللبنانية.
وبناء عليه، فلقاء بايدن-ماكرون من شأنه أن يكون بمثابة الأمل الأخير في انتخاب رئيس خلال الشهرين المقبلين، خصوصاً أن الموفد الفرنسي قال لبعض الذين التقاهم، أنه في حال لم ينتخب الرئيس خلال الشهرين المقبلين، فلبنان سيشهد أوضاعاً أكثر صعوبة وتعقيداً، وعندها لن ينتخب الرئيس، لاسيما أن معلوماته تؤكد بأن الحرب في غزة ستطول، وليس في المدى المنظور أي مفاوضات يمكن البناء عليها للوصول إلى حل للقضية الفلسطينية، ولبنان هو الأضعف بين أقرانه في المنطقة.
وعلى هذه الخلفية، فإن الشغور الرئاسي سيسبب للبلد المزيد من الأزمات والنكبات، وقال أنه ليس متشائماً عندما قال أن لبنان سيختفي عن الجغرافيا، بل يقصد بذلك أن هناك تحولات كبيرة جذرية في المنطقة، وأن عدم إنتخاب الرئيس في ظل ما يجري في الإقليم، فعندها لبنان سيشهد تحولات جغرافية كبيرة، حيث هناك مليون ونصف نازح سوري على أرضه إلى وخمسمائة ألف فلسطيني، ما سيغير جغرافية البلد، لذلك يجب أن يكون هناك رئيس للجمهورية لمواكبة ومتابعة ملف النازحين والتطورات في المنطقة، وصولاً في حال حصول تسوية ليكون حاضراً أثناء وضعها.
وأخيراً، فإن الآمال التي علقت على زيارة لودريان لم تكن صائبة، وبمعنى أوضح، هناك تعقيدات كثيرة ولا يمكن أن ينتخب الرئيس إلا من خلال القرار الأميركي، في حين الثنائي الشيعي قال للموفد الفرنسي أنه متمسك بمرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لهذه الغاية، فإن كل ما قيل وعلق من إيجابيات على هذه الزيارة بات في خبر كان.
المصدر/ انطوان صعب