زخم خارجي يواكب مسعى بايدن: الخماسي يستعجل الرئاسة قبل تسوية الحدود
يعرف الخماسي الدولي ان لا شيء تبدّل في مواقف القوى السياسية الداخلية وان الطرفين على خياراتهما، وقد لمس الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ذلك بوضوح في زيارته الاخيرة لبيروت، الا ان العواصم الخمسة، ترفض الاستسلام الآن، وتحديدا في هذا التوقيت الاقليمي الدقيق.
فبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة على الاتصالات على الضفة الرئاسية لـ”المركزية”، هدف الخماسي محاولة انجاز الانتخابات في الاسابيع القليلة المقبلة، بحلول تموز المقبل تحديدا، لهدف اساسي يتمثّل في مشاركة الرئيس العتيد في اقرار التسوية المرتقبة للاوضاع على الحدود الجنوبية مع الكيان العبري. طبعا الوقائعُ السياسية والاقتصادية والمالية الضاغطة في الداخل، تلعب دورا في استعجال الانتخاب، تضيف المصادر، الا ان الاهم في حسابات الخارج، هو الملف الحدودي، اي ان ثمة تكاملا بين مسعى الخماسي ولودريان الرئاسي من جهة، ومساعي الموفد الاميركي اموس هوكشتاين “الحدودية” من جهة ثانية.. بالتالي نجاح المساعي الاولى يُعتبر ضروريا لنجاح المساعي الثانية، اما إخفاق الاولى فيخفّض كثيرا حظوظ نجاح الثانية.
انطلاقا من هنا، لودريان طلب من الحزب الاشتراكي إبقاء الرئاسة موجودة في “الحدث” اللبناني، فباشر وفد من اللقاء الديمقراطي جولة على القوى المحلية، من اجل هذا الغرض. ومن هنا ايضا، تضيف المصادر، نرى ان قطر لا تزال تنشط بقوة على الضفة الرئاسية. في السياق، وبعد استقبالها رئيس الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط، هي تستقبل وفدا قواتيا ممثلا رئيس حزب القوات سمير جعجع، وايضا، معاونَ رئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل الذي وصل الى الدوحة امس، موفداً من الرئيس نبيه بري الذي كان تلقّى دعوة لزيارة قطر، وقد تستقبل وفدا كتائبيا قريبا.
وللتذكير، فإن هذا الضغط الخارجي الرئاسي يتزامن مع ضغط للتوصل الى اتفاق هدنة في غزة، عقب الطرح الذي تقدّم به الرئيس الاميركي جو بايدن. ويتطلع الخماسي الى ان تنعكس هذه الهدنة على الجبهة الجنوبية ايضا، فيُفتح المجال للتوصل الى اتفاق حول الحدود البرية. لكن كيف يحصل هذا الاتفاق في غياب رئيس للجمهورية؟ الامر صعب للغاية، تجيب المصادر، لذا تريد الخماسية ان يحصل الانتخاب في اقرب وقت، ويمكن ان يحث اجتماع النورماندي الرئاسي بين بايدن ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، في 8 حزيران الجاري، على الانتخاب.
وبحسب المصادر، اذا نجح وقف النار في غزة، قد يعود لودريان الى بيروت، لكن اذا فشل، وبالتالي اذا عادت حظوظ الحل الحدودي لتتراجع في الجنوب، مِن غير المستبعد ان نرى الحراك الدولي الرئاسي، يتلاشى من جديد…
لارا يزبك – “المركزية”