أخبار لبنان

قبلان في خطبة العيد: ديمقراطية لبنان توافقية لا عددية

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة العيد من على منبر مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، بعد تأدية صلاة العيد، قال فيها: “كأساسٍ ليوم حجيج الله ويوم أضحيته ويوم عيده المكلّلِ بالحق، وكإطارٍ ليوم إعلان الانتماء لله سبحانه وتعالى ورجم الشيطان وذبح الباطل، فقد قال الله تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) ثمّ حسم قضية الحجّ كعنوانٍ للدين العملي، وقيدٍ لنمط المواقف وطبيعة الانتماء، فقال: {حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}. وبهذا، وضعنا الله أمام حقيقة العبودية، من باب إحقاق الحق وإبطال الباطل ومواجهة الفاسد والظالم، ولا شيء أكبر من الحقيقة، ولا حقيقة أكبر من الله. من هنا قرنَ الله تعالى بين الصلاة والحقّ والنظافة السياسية والأمانة الاجتماعية والفكرية، وبين الصوم وترك المحرمات والآثام، وبين الحجّ وهدم أوثان الظلم والفساد والطغيان، سواءً كان ذلك متمثّلاً ببلدٍ أو جبهة أو كيان أو معارك إقليمية أو دولية أو مرافق عامة تمّ تأسيسها وتنظيمها لخدمة الإنسان.ووفقاً لذلك قلنا بأنّ الحق والانسان يسيران معاً، والسلطة والعدالة لا يفترقان، والظلم ظلمٌ أينما كان وكيف ما كان شكلُه وميدانه (سواءً كان بفسادٍ سياسي أو حربي أو مالي أو إداري او انتخابي أو اجتماعي) وكذا الطغيان والباطل، والباطل باطلٌ أينما كان وكيف ما كان (سواءً كان على شكل حرب أو إبادة أو سرقة أو استبداد سياسي أو قرصنة إعلامية أو ارتكابات توظيفية أو سواتر ناعمة تعمل لخدمة الطغاة الكبار).وهنا يحسم النبي الأعظم قضية العيد كقيمةِ لقاءٍ مع الله بخلفية أن العيد “عيدٌ للمتقين”، وأن التقوى إيمان وإخلاص وموقف ونظافة كفّ وإنابة سياسية واجتماعية وقتال عادل وإعداد سياسي واجتماعي ومشاريع مالية واجتماعية ونقدية ونظام مؤسسات يستطيع حماية الأفراد والجماعات وتكوين المواقف التاريخية والوجودية وفقاً لمقولة الحقّ، وهذا هو معنى “لبيك اللهم لبيك” وهذا معنى تكبيرات العيد، وهذا وذاك لا يكتمل إلا بقمع الظلم والطغيان وهدم الباطل والأوثان، ولا طاغي ولا وثن اليوم أكبر من أميركا وإسرائيل. وخلاصة موقف النبي هنا تختصرها حقيقة: أن الطواف والوقوف بعرفة والقيام للربّ بمناسك الحجّ ثم التكبير والتهليل بيوم عيده لا تنفكّ عن ميزان الحق بالإنسان وحاجاته الوجودية والأخلاقية، بعيداً عن الظلم والفساد والاضطهاد والتنكيل أو اللعب لصالح طاغية أو ظالم”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق