جبهات الضغط تستعد للتصدي لاحتمالات فشل المفاوضات!
مع اقتراب الأسبوع الحاسم في الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب وإطلاق الرهائن والأسرى، تشهد الأجواء تصعيدًا من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يرى أن الضغط العسكري على حماس هو السبيل الوحيد لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأميركيين المحتجزين لدى فصائل المقاومة في غزة. وبناءً على ذلك، تستعد “فصائل المحور” لخوض جولات جديدة من الدعم، في وقت تواصل فيه حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” توجيه ضربات محكمة ضد جنود وضباط وآليات الاحتلال الإسرائيلي في القطاع.
في موازاة ذلك، استأنفت المقاومة العراقية ضرباتها على مواقع الاحتلال في الجولان السوري المحتل، فيما وسعت المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله) استهدافاتها لمستعمرات الجليل الأعلى، ما أدى إلى إصابات بين الجنود والضباط، اعترف بها جيش الاحتلال في بعض بياناته.
وأعرب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن مخاوفه من تصاعد العمليات العسكرية مجددًا في حال فشل المفاوضات في تحقيق نتيجة توقف الحرب وتسمح باسترجاع الرهائن. وفي ظل تحرك الوسطاء الأميركيين والفرنسيين والمصريين، لم يقدم هؤلاء سوى تمنيات بتجنب التصعيد لضمان نجاح مفاوضات غزة دون أن يعيقها أي رد متوقع. وعلى الرغم من بعض التسريبات التي أشارت إلى حديث هوكشتاين خلال لقائه برئيس مجلس النواب نبيه بري عن وجود قطع بحرية عسكرية أميركية في البحر المتوسط قبالة سواحل فلسطين المحتلة وتمنيه ألا يضطروا لاستخدامها، فإن هذا لم يغير شيئًا في الموقف اللبناني، الذي يركز على ضرورة ممارسة ضغط كافٍ على إسرائيل لوقف حرب الإبادة التي تنفذها في غزة ووقف اعتداءاتها على المدنيين في جنوب لبنان.
وبحسب مصادر رسمية متابعة، فإن التطورات الأخيرة في المنطقة، سواء من حيث التصعيد العسكري أو استئناف مفاوضات الهدنة المؤقتة في غزة، أدت إلى تأجيل الاستحقاق الرئاسي في لبنان إلى أجل غير مسمى، قد يمتد إلى ما بعد انتهاء المفاوضات – في حال نجاحها – وبدء تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه وفق التزام إسرائيل. وإذا تم تنفيذ الهدنة المقترحة لشهر ونصف الشهر، فذلك يعني وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار أيضًا في جبهة الجنوب. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية في أوائل نوفمبر المقبل، قد يتم تجميد جميع القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط لحين ظهور نتائج الانتخابات ومعرفة توجهات الإدارة الأميركية الجديدة التي ستتولى مهامها مطلع عام 2025. وبناءً على ذلك، فإن كل شيء معلق على نتائج مفاوضات الدوحة والانتخابات الرئاسية الأميركية، مما قد يدخل لبنان في ربيع هادئ أو متفجر مجددًا.
ومع ذلك، يعتقد البعض أن هذه الفترة المتاحة بين استكمال المفاوضات بين الدوحة والقاهرة وبين بدء تنفيذها، قد تشكل فرصة للتحضير لإنجاز الترتيبات المتعلقة بتثبيت الحدود البرية اللبنانية مع فلسطين المحتلة وزيادة عدد الجيش اللبناني في مناطق الجنوب بعد قرار الحكومة تطويع نحو 1800 عسكري جديد. كما أنه من المتوقع تمديد ولاية قوات اليونيفيل جنوب نهر الليطاني لمدة سنة إضافية كما هو مقرر نهاية شهر أغسطس الحالي، دون تعديلات جوهرية على قرار التمديد الذي اتخذ في مجلس الأمن الدولي السنة الماضية، رغم المعلومات المتداولة عن رغبة أميركية بدفع إسرائيلي لتعديل هذا القرار بما يتناسب مع مطالب إسرائيل، وهو ما رفضه لبنان بدعم فرنسي.
وعشية التمديد لليونيفيل، أفادت الأخيرة بأن ثلاثة من جنودها أصيبوا بجروح جراء انفجار، وطالب المتحدث باسم الطوارئ أندريا تيننتي بألا يتعرضوا لقوات الأمم المتحدة، محذرًا من المخاطر ووصفًا الحوادث بالمقلقة، مؤكدًا أن قوات حفظ السلام تعمل على مدار الساعة لتخفيف حدة التوترات ومنع التصعيد.