أخبار الفن

“The goat life” الفيلم الذي اغضب السعوديين

السينما الهندية ليست مجرد وسيلة ترفيهية في الهند، بل هي جزء أساسي من حياة وثقافة المجتمع الهندي، إذ تنتج البلاد حوالي 2000 فيلم سنويًا، ما يعكس التنوع الثقافي والعرقي والديني، ويظهر حتى صراعاته السياسية. منذ صعود نجم أميتاب باتشان في السبعينيات وحتى بداية الألفية الجديدة مع شاروخان، تميزت الأفلام الهندية بتناول قضايا مجتمعية وسياسية مهمة. فيلم “اسمي خان” ناقش أوضاع المسلمين بعد 11 سبتمبر، وفيلم “بينك” تناول قضية العنف ضد النساء

يصف الكاتب على لسان نجيب مجموعة من التجارب اللاإنسانية التي تعرض لها خلال ثلاث سنوات من العبودية القسرية. كان يُجبر على النوم بجوار 700 معزة، دون أي ملابس غير التي يرتديها، ولم يُسمح له باستخدام المياه للاستحمام أو قضاء حاجته. كما كان يُقدَّم له طعام بسيط جداً، مكون فقط من الخبز والبصل. إلى جانب هذه الظروف المهينة، تعرض نجيب للتعذيب المستمر، وتم إتلاف أوراقه الرسمية لمنعه من الهرب من الصحراء التي وصفها بأنها بلا نهاية، مما جعل هروبه شبه مستحيل.

رغم عودة نجيب إلى وطنه بعد ثلاث سنوات من المعاناة المريرة، إلا أن آثار تلك التجربة بقيت تلاحقه لسنوات عديدة، إذ خضع للعديد من البرامج العلاجية الجسدية والنفسية لمحاولة استعادة حياته الطبيعية. قامت جمعيات هندية برعاية حالته، ومع إصدار الفيلم، تصاعدت دعوات لمراقبة الانتهاكات ضد العمال الهنود في الخارج، وضرورة توفير قوانين تحميهم ماديًا ومعنويًا. تحول نجيب إلى شخصية إعلامية بارزة، حيث استضافته العديد من القنوات، واهتمت الصحف والمواقع بسرد قصته بالتفصيل لمنع تكرار هذه التجارب مع غيره.

في المقابل، بدأ الهجوم السعودي على الفيلم بعد توفر الترجمة العربية عبر منصة نتفليكس، ما أدى إلى زيادة اهتمام الجمهور العربي بالفيلم. انتشرت انتقادات لاذعة على وسائل التواصل، خصوصًا على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، حيث ادعى البعض أن الفيلم تم تصويره في الإمارات، مما زاد من الهجوم على الإمارات وسلطنة عمان (موطن الممثل الذي أدى دور الكفيل). لكن في الواقع، تم تصوير الفيلم في صحراء الأردن والجزائر وولاية كيرلا الهندية.

تركز الهجوم السعودي على اتهام صناع الفيلم بمحاولة “تشويه” صورة السعودية وتلفيق التهم لها. وأصحاب نظرية المؤامرة رأوا أن الهدف من الفيلم هو استهداف السعودية دون أي مبرر، رغم أن الجالية الهندية تُعد من أكبر الجاليات في المملكة. ورغم كل الجدل، لم يتناول النقاد السعوديون قصة نجيب الحقيقية أو معاناته، بل ركزوا على ما اعتبروه محاولة للإساءة للسعودية، متجاهلين الطابع الإنساني للقصة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق