التشييع يصدم «التغييريين» و«السياديين»

نجح حزب الله في إبقاء تشييع أمينيه العامين الشهيدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين ناصعيْن لم تعكّر صفوهما «ضربة كفّ»، وفوّت بذلك على المتربّصين من خصومه استثمار أي صورةٍ أو خبرٍ أو مادةٍ سلبية ترتبط بالتشييع.
في الأسبوع الذي سبق يوم الأحد، تحدّث كثر عن أنّ الحزب أمام تحدّي إثبات ما إذا كان لا يزال يحتفظ بالقدرة التنظيمية الهائلة التي عُرف بها. وكان اجتياز هذا التحدي يوازي، بأهميته ودلالاته، أهمية الحشد البشري المشارك في التشييع.
إلا أن المشهد المُتقن الإخراج، والتنظيم الشديد وانضباط الجمهور في حشد مليوني تميّز بالتنوّع الهوياتي والسياسي والديني والثقافي، كل ذلك صدم خصومه من قوى «تغييرية» و«سيادية»، وفرض عليهم صمتاً مطبقاً، ليس نابعاً من احترام المناسبة، إذ إنّ انتقادات هذه القوى والمجموعات ومن يدور في فلكها للحزب ولشخص الشهيد نصرالله بلغت ذروتها في الأيام الثلاثة السابقة للتشييع وحوّلت المناسبة إلى مادة للانقسام بين اللبنانيين، لا بل للسخرية والتهريج، من دون مراعاةٍ لأي مشاعر.