Uncategorized

تحالف “بيروت بتجمعنا” في وجه التفتيت!

بيروت التي يدّعي كثيرون عشقها، تتعرّض مجددًا لمحاولات الطعن من أقرب المقرّبين، ممن يزعمون الحرص عليها بينما أفعالهم تصيب قلبها وتفرّق أبناءها.في الانتخابات البلدية والاختيارية، تبرز محاولات متكررة لتشتيت الصوت البيروتي، ليس عفواً بل عن سابق تصور وتصميم. محاولات تُترجم من خلال تشكيل لوائح هدفها الوحيد التشويش على لائحة “بيروت بتجمعنا”، التي جاءت ثمرة التقاء غير مسبوق بين النائب فؤاد مخزومي وكتل وأحزاب وتيارات سياسية مختلفة، بالتعاون مع شخصيات بيروتية من عالم الاقتصاد والأعمال، وبرعاية مرجعيات دينية، حرصاً على وحدة المدينة وأصالتها الثقافية والوطنية.هذا التحالف لم يُبنَ على المحاصصة، بل على قناعة راسخة بضرورة حماية النسيج الاجتماعي للعاصمة، عبر مجلس بلدي يلتزم بالمناصفة ويعبّر عن التنوع البيروتي الأصيل.لكن بدل أن يُقابل هذا المشروع بحرص مماثل، أتى الردّ من بعض القوى والشخصيات، لا سيّما نواب “التغيير” أمثال بولا يعقوبيان وإبراهيم منيمنة، على شكل هجوم واتهامات. المفارقة أن من يتّهمون “بيروت بتجمعنا” بأنها مدعومة من السلطة، هم أنفسهم من هلّلوا لتكليف نواف سلام تشكيل الحكومة. أما من لم يُتح له الانضمام إلى هذه اللائحة، كالنائبين نبيل بدر وعماد الحوت (عن الجماعة الإسلامية)، فسارع إلى تشكيل لائحة “بيروت بتحبك”، منضماً بذلك إلى لائحة “إئتلاف مدينتي بيروت 2025” بقيادة يعقوبيان ومنيمنة. والنتيجة: تشتيت الأصوات وإضعاف إمكان تشكيل مجلس بلدي متجانس يحفظ التوازن.ورغم كل هذه التحديات، لا بد من تقدير كل من حاول جمع الكلمة خدمة لبيروت، ووقف في وجه محاولات التفتيت. هؤلاء آمنوا ببيروت المدينة الجامعة، وراهنوا على وعي أهلها.أما أولئك الذين يعيبون على النائب فؤاد مخزومي انفتاحه على الأحزاب، فتجدر الإشارة إلى أن هذه الأحزاب ممثلة في البرلمان، وأن التعاون معها يشكّل ضرورة لتنفيذ البرنامج الإنمائي والاقتصادي الذي أعلنته لائحة “بيروت بتجمعنا”، والذي يتطلب تشريعات نيابية داعمة.بيروت، التي كانت وستبقى عصيّة على التفرقة والشرذمة، تحتاج اليوم إلى وعي أبنائها أكثر من أي وقت مضى. فهل يحسم البيارتة خيارهم دفاعاً عن مدينتهم البهية؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى