“هبة مخزومي” تفجّر أولى جلسات بلدية بيروت: دعمٌ لوجستي أم سيطرة انتخابية؟

«أوّل دخوله شمعة على طوله». ينطبق المثل على بلدية بيروت التي قرّرت افتتاح عهدها بجدول أعمال مختصر من أربعة بنود، ستناقشه غداً، وهي: انتخاب اللجان المَجلسيّة، مُخصّصات رئيس المجلس ونائبه ومحافظ بيروت، إضافةً إلى هبة معدّات وتجهيزات من «UNOPS»، ضمن إطار مشروع «SIMA».أمّا البند الرابع والأبرز بينها، فهو هبة غير مشروطة من مؤسّسة النائب فؤاد مخزومي، ستقدّم بموجبها «الدّعم اللوجستي للبلدية في كافة المجالات».وهي سابقة في تاريخ بلدية بيروت باعتبار أنّ الهبة تُركت «ممغمغة»، من دون تحديد ماهيّتها أو طبيعتها، كما يحصل عند تقديم سيارة أو إنارة أو مولّد كهربائي… إلخ.وعلى الأرجح لن يكتفي مخزومي بهذه الهبة، إذ تشير المعلومات إلى أنه يضغط للتعاقد مع خبراء ببدلٍ رمزي، على أن يدفع رواتبهم من جيبه الخاص.ويأتي هذا العرض كي يقفز النائب البيروتي عن اعتراضات الاستشاريّين على هباته، كما حصل قبل سنوات عندما أصرّ على تقديم هبة أنابيب لجرّ المياه الآسنة من أمام شاطئ العاصمة إلى عرض البحر، قبل رفض العرض بعدما وجد استشاري البلدية أنّ الأنابيب غير صالحة لجرّ المياه!وعليه، يُريد النائب البيروتي ألّا تُرفض عروضه بعد اليوم، حتى ولو كانت غير صالحة، ليُظهر لأبناء بيروت، وفق ما يقول متابعون، إنه «يقف إلى جانبهم وإلى جانب مجلسهم. وبالتالي، يضع يده على البلدية بعدما أوهم الناخبين بأنه أتى بالمجلس ورئيسه، وتشريع أبواب البلدية لتكون مَطيّة خدماته الانتخابية على أبواب الاستحقاق النيابي، ومنصّة لدعاية انتخابية، وتلميع صورته بعد فشله في تجميع أكثر من 2000 صوت في الانتخابات البلدية»فعلياً، يُحاول الرجل أن يستنسخ تجربة الرئيس رفيق الحريري في أوّل مجلس بلدي عام 1998، حينما نجح في الاستحواذ على مجلس لا يعارضه فيها سوى عضوان اثنان (النائب الحالي أمين شري وعبد الحميد فاخوري الذي خرق اللائحة المدعومة من الحريري)، فيما «يغيب عن بالِ مخزومي تفصيلٌ صغيرٌ أنّه ليس الحريري، ولن يكون»!وعلمت «الأخبار» أنّ عدداً من أعضاء المجلس بصدد الاعتراض على طرح هبة غير مُحدّدة المضمون من أي طرفٍ أتت، مشيرين إلى احتمال عدم مرور هبة مخزومي أثناء الجلسة، بعد اقتناع رئيس البلدية إبراهيم زيدان بذلك، خصوصاً أنّ الأخير، وعلى حدِّ تعبيرهم، يُريد الخروج من «جلباب» ابن عمّته.كباش على اللجانويُرجّح أن تشهد الجلسة كباشاً حادّاً على اللجان المَجلسيّة، وتحديداً لجان: المناقصات، والمؤسّسات المصنّفة، والتخطيط والاستملاك، والمال والموازنة، خصوصاً أنّ هذه اللجان تُعدُّ الأهمّ من حيث الإيرادات المالية وعلاقة البلدية بالمواطنين ومؤسّساتهم.فيما يُعتقد أنّ المعركة الثانية التي ستكون على اللجان الخمس المعنية بالتخمين للمتر البيعي (رخض البناء وإشغال الأملاك…) والقيمة التأجيرية، ستُؤجّل إلى جلسةٍ أُخرى.أمّا مُخصّصات رئيس البلدية ونائبه والمحافظ، فالأرجح عدم تعديلها، وإنّما إبقاؤها كما تمّ الاتفاق عليها في جلسةٍ للمجلس السابق في كانون الثاني 2025: 100 مليون ليرة للمحافظ ورئيس البلدية و60 مليون ليرة لنائب الرئيس، خصوصاً أنّ قيمة هذه المُخصّصات مُصدّقة سابقاً في وزارة الداخلية والبلديات. مع العلم أنّ العُرف يقضي باتّخاذ قرار بالمخصّصات عند بداية كلّ سنة.
📍 المصدر: صحيفة الأخبار#بيروت #بلدية_بيروت #فؤاد_مخزومي #الشفافية #الانتخابات_النيابية #سياسة