أخبار لبنان

السُنّة في لبنان بين بارقة الأمل السورية وهاجس الانزلاق الطائفي

شكّل صعود أحمد الشرع إلى سدّة الحكم في سوريا بارقة أمل لدى الطائفة السنية في لبنان، التي عانت من التراجع السياسي منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. هذا التحول، تزامناً مع الانفتاح الغربي على دمشق، أعاد إحياء الرهان السني على استعادة الدور السياسي المفقود، في لحظة يعتبرها البعض فرصة تاريخية لتعديل التوازنات في لبنان والحد من نفوذ حزب الله.

زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان إلى دمشق واللقاء المرتقب بالشرع، حملت أبعاداً معنوية كبيرة، خصوصاً مع تصريحات المفتي التي شددت على الشراكة الإسلامية-المسيحية، وأكدت على الحضور الإقليمي للسنة. لكن هذه الزيارة لم تخلُ من تحفّظات داخلية، في ظل القلق من تداعيات النزوح السوري غير الشرعي، والتحديات الأمنية المتصاعدة.

غير أن التراجع السني في لبنان لا يرتبط فقط بعوامل إقليمية، بل أيضاً بضعف القيادة وتشتّت الصفوف، لا سيما بعد تنازلات الرئيس سعد الحريري وتراجع تحالفاته.

في هذا المناخ، برزت خطابات طائفية مقلقة، كان أبرزها تصريحات الشيخ محمد علي الحسين ضد البطريرك يوحنا اليازجي، ما يناقض دعوات المفتي دريان إلى التعايش، ويؤجّج الانقسام.

وبين التفاؤل بصعود الشرع ومخاوف الانزلاق الطائفي، تبقى الحاجة ملحّة لتوحيد الصف السني، وتبني خطاب وطني متوازن، يحفظ دور الطائفة دون تهديد للوحدة اللبنانية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى