توازن القوى يتبدّل: هل يتفوّق الجيش اللبناني على حزب الله؟

في ظل المتغيرات الإقليمية والتطورات الداخلية المتسارعة، يعود إلى الواجهة سؤال حساس طالما شغل اللبنانيين والمراقبين: هل بات الجيش اللبناني أقوى من حزب الله على الصعيد العسكري؟ وهل يمكن أن نشهد في المرحلة المقبلة بداية نهاية لهيمنة الحزب، أو حتى “حلًّا” نهائيًا له؟المقارنة بين الجيش اللبناني وحزب الله ليست محصورة بالأرقام أو العتاد العسكري، بل تتجاوزها إلى البنية التنظيمية، العقيدة القتالية، مصادر الدعم، وشرعية السلاح. فعلى الورق، يمتلك الجيش اللبناني بنية عسكرية نظامية مدعومة دوليًا، وقد حصل خلال السنوات الماضية على دعم لوجستي وتسليحي من الولايات المتحدة ودول أوروبية. لكن في المقابل، يتمتع حزب الله بخبرة قتالية متراكمة من حروبه في سوريا، وبتنظيم عقائدي، وشبكة دعم إقليمي تتجاوز الحدود اللبنانية.
ومع ازدياد الضغوط الدولية والإقليمية على الحزب، سواء من خلال العقوبات أو عبر الحديث المتكرر عن حصر السلاح بيد الدولة، يتساءل البعض: هل نحن أمام بداية مرحلة جديدة قد تؤدي إلى “حلّ الحزب”؟ أم أن توازن القوى الحالي، القائم على تفاهمات محلية وإقليمية، لا يزال يمنح الحزب موقعًا يصعب المساس به في المدى المنظور؟الجواب على هذه الأسئلة لا يأتي بسهولة، لأن المسألة لا تُختصر بالتفوق العسكري فقط، بل تتداخل فيها عوامل السياسة، الطائفية، والاصطفافات الخارجية.
لكن ما يبدو واضحًا، أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من إعادة ترتيب الأوراق، وقد يكون للجيش دور متعاظم على الساحة الوطنية، خاصة إذا ما تم تحصينه سياسيًا وتعزيز قدراته بما يسمح له بأن يكون المرجعية الوحيدة للسلاح في لبنان.
المصدر/المرصد أونلاين



