طوني فرنجية للجمهورية عن اجتماع بكركي: هل هناك من يصدق ان هذه الإجتماعات مؤهلة تحديد مصير المسيحيين؟
ترك غياب تيار المردة عن لقاء بكركي المسيحي تساؤلات حول دوافع امتناعه عن الحضور وتغريده خارج سرب المشاركين المُنتمين الى أطياف سياسية عدة… فكيف يشرح النائب طوني فرنجية الموقف المتخذ؟ وما هو تفسيره له؟
يقول النائب فرنجية لـ«الجمهورية» انّ هناك أسباباً في الشكل والمضمون حالت دون مشاركة «المردة» في لقاء القوى المسيحية تحت رعاية البطريركية المارونية حول ما عُرف بـ«وثيقة بكركي»، لافتاً الى ان مستوى تمثيل الجهات المدعوّة غير لائق بموقع بكركي ومكانتها، ويعكس نقصاً في الجدية، مُستغرباً ان لا يكون أحد من ممثلي الاحزاب المشاركة على مستوى قيادي، بكل ما يعكسه ذلك من دلالات.
ويضيف: نحن فضّلنا عدم حضور الاجتماعات على أن نكون جزءا من مشاركة شكلية لا تقدّم ولا تؤخر.
ويتساءل فرنجية: هل هناك من يصدّق انّ مثل هذه الاجتماعات مؤهلة لتحديد مصير المسيحيين عموما والموارنة خصوصا؟
ويلفت الى ان «رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع نفسه قَلّل من أهمية لقاء بكركي واعترف بأنه غير مقتنع به، فكيف نُلام نحن على رفضنا المشاركة فيه احتراماً للبطريركية ولأنفسنا؟».
أما بالنسبة إلى الجوهر السياسي، فإن فرنجية يشير الى ان المعروض علينا طَرح مُعلّب، «ونحن نرفض هذا الأمر»، مؤكدا انّ «الأصول تقتضي ترك النقاش يأخذ مجراه الطبيعي بلا أحكام مسبقة حتى يُفضي الى إنتاج الوثيقة المطلوبة، وليس العكس، اي يجب أن يكون البيان المفترض نتيجة الحوار، لا ان يكون الحوار نتيجة البيان».
ويشدد على أن «مستقبل المسيحيين ودورهم لا يمكن أن يُدرسا بالخِفة التي يتبعها البعض، بل يحتاجان إلى نقاش معمّق يتحلى بأعلى قدر من المسؤولية الوطنية».
ويلفت الى انّ «محاولة البعض الانطلاق من غيابنا عن لقاء بكركي للايحاء بأن سليمان فرنجية بات معزولا، لن تنجح بالتأكيد مهما ذهبوا بعيداً في التضليل»، معتبراً انّ «الحسابات الرئاسية الضيقة هي التي تقف خلف مثل هذه المحاولات الهزيلة».
ويشير الى انه من «مظاهر التضليل الترويج بأن سليمان فرنجية هو مرشح الثنائي الشيعي في حين انه كان مرشح بكركي عام 2014 ثم مرشح سعد الحريري عام 2016، قبل أن يصبح المرشح المدعوم من «الثنائي» وتلاوين نيابية عدة انعكست بوضوح عبر ارقام جلسة الانتخاب الأخيرة».
ويستغرب موقف القوات اللبنانية التي «تسوّق بأنّ اعتراضها على خيار انتخاب والدي يعود إلى كَون عهده سيكون امتدادا لعهد ميشال عون، متجاهلة انها هي التي ساهمت بإيصال عون الذي كان مرشح «حزب الله» آنذاك، بينما كنّا نحن من معارضيه».
وتعليقاً على الاحتقان الذي أفرزه السجال حول الوضع في بلدة رميش، يُنبّه فرنجية الى انّ «المرحلة دقيقة جدا وتستدعي التصرّف بحكمة وضبط النفوس من قبل الجانبين، وتفادي كل ما من شأنه ان يؤدي إلى الشحن الطائفي والفتنة العبثية».
ويؤكد انّ «وحدتنا الداخلية هي من بين أهم أسلحتنا في مواجهة العدو الاسرائيلي الذي لديه مشكلة تاريخية مع النموذج اللبناني المضاد في تنوعه، وبالتالي المطلوب منا كلبنانيين تحصين صفوفنا على قاعدة التفهّم المتبادل لتعزيز مناعتنا الوطنية».
«رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع نفسه قَلّل من أهمية لقاء بكركي واعترف بأنه غير مقتنع به، فكيف نُلام نحن على رفضنا المشاركة فيه احتراماً للبطريركية ولأنفسنا؟»
المصدر/ الجمهورية