جنبلاط يقول ما لا يمكن لبري قوله..ينتقد ايران ويحيد الحزب لهذه الاسباب!
امتنع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط عن لقاء كبير مستشاري المرشد الإيراني علي لاريجاني خلال زيارته بيروت نهاية الاسبوع الماضي ولم يشارك نواب اللقاء الديمقراطي في اللقاء الذي عقده الدبلوماسي الايراني مع عدد من نواب الممانعة. وكان جنبلاط اعلن أنه غير مستعدٍّ لاستقبال ممثلين ايرانيين طالما الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر لبنان ساحة مفتوحة للصراعِ أو للحرب بالواسطة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، مضيفا “كفانا حروبا بالواسطة”.
في السياق ذاته، وفي مقابلة مع صحيفة المانية، سئل جنبلاط: أنتم تدعمون حرب حزب الله، فأجاب: أنا لم أقل ذلك. قبل اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حذّرت من عدم جرّ لبنان إلى حرب مفتوحة تحت أي ظرف. لكن قبل اغتيال نصرالله، كان رئيس المجلس النيابي نبيه بري قادرا على الحوار مع زعيم حزب الله. اليوم اغتالت إسرائيل نصرالله. اليوم، كلبنانيين، لا نعرف لمن نتحدث إليه في حزب الله. سئل: أليس لديكم شخص للاتصال به، نعيم قاسم هو الأمين العام الجديد لحزب الله؟ أجاب: لا أعرف نعيم قاسم شخصياً. من وجهة نظري، إيران هي التي تتولّى المسؤولية في الحزب.
يبدو من خطوات ومواقف المختارة، منذ اغتيال حسن نصرالله، أن الرجل قرر ان يلتف بشكل كامل على التموضع الذي كان اتخذه حتى 27 ايلول الماضي، والذي أصر فيه على دعم المقاومة وعلى تبرير عمليات الاسناد التي أطلقتها في 8 تشرين 2023… ووفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، الرجل هادن طوال الفترة الماضية، حزبَ الله وايضا إيران، لكنه في الآونة الاخيرة، عدل عن سياسة المهادنة خاصة مع طهران.
حتى الساعة، هو يحيّد حزب الله (لاعتبارات السلم الاهلي الداخلي)، لكنه يصوّب بالمباشر على طهران، في وقت نوابُ الحزب التقدمي الاشتراكي لا ينفكون يوجّهون الانتقادات لايران التي “تستبيح السيادة اللبنانية والتي تقاتل بشباب الحزب، بينما هي تفاوض الاميركيين وتنعم بهدوء واستقرار امنيين غير مسبوقين”.
واذ يستعجل “البيك” التهدئة ووقف النار ولا يرى في قرار مواصلة الحرب أيَ مصلحة للبنان، هو يتواصل مع الرئيس بري ويعوّل على دوره، ويتفق تماما معه، في موقف من الصعب عدم إعطائه أبعادا سياسية، تدل على ان عين التينة والمختارة، ضمنيا، على الموجة نفسها، أي أن جنبلاط يقول ما لا يمكن لبري قوله حتى اللحظة، لاعتباراتٍ عدة، أبرزها إحراجُه مِن قبل “الحزب” الذي يصفه بالأخ الأكبر.
يبقى السؤال: الى اي مدى سيبقى التمييز الذي يعتمده جنبلاط بين الحزب وايران، قائما، اذا أصرّ الأول على المضي قدما في الحرب مبدّيا مصلحة طهران على المصلحة اللبنانية؟!