موسم التزلج في لبنان بين التقلبات المناخية وتحديات القطاع السياحي

شهد لبنان خلال شهر كانون الثاني طقسًا غير مألوف، حيث خيّم الدفء على المرتفعات وغابت الثلوج التي اعتاد اللبنانيون والمغتربون انتظارها سنويًا. هذا التغيير المناخي غير المسبوق أثار مخاوف القيمين على محطات التزلج والعاملين في القطاع السياحي، إذ يشكل الموسم الشتوي ركيزة أساسية لدورة الاقتصاد المحلي في المناطق الجبلية.
مدير محطة التزلج في “الأرز”، إيلي فخري، أوضح لصحيفة نداء الوطن أن الشهر الماضي كاد يوجه ضربة قاسية لموسم التزلج، حيث بدت جبال الأرز على وشك استعادة لونها البني بعدما ذاب الثلج عنها بشكل شبه كامل. وأكد أن المحطة كانت في حالة ترقب مستمر، بانتظار عودة العواصف الثلجية التي بدأت أخيرًا بتغطية المرتفعات من جديد، ما دفع المحطة لإعادة فتح أبوابها اليوم.
لكن التحديات لم تقتصر على غياب الثلوج، إذ أشار فخري إلى أن التحقيق المفتوح بشأن قطع كابل “التلسياج” الأساسي لا يزال يعيق عمل المحطة جزئيًا، مناشدًا الجهات المعنية بالإسراع في استكمال التحقيق لتفادي المزيد من الخسائر.
وفي “المزار”، تحدّث شربل سلامة، أحد مؤسسي مدارس التزلج، عن التداعيات الاقتصادية الناجمة عن تأخر انطلاق الموسم، لافتًا إلى أن مئات العائلات تعتمد على هذا القطاع كمصدر دخل رئيسي. وقارن بين الوضع الحالي والموسم الماضي الذي امتد حتى نيسان، مشيرًا إلى أن الفرق الشاسع في كمية الثلوج أثر بشكل مباشر على المحطات التي لم تتمكن من استقبال الزوار إلا في المناطق الأكثر ارتفاعًا.
ومع عودة الأجواء الشتوية أخيرًا، يستعيد العاملون في القطاع بعض الأمل بإنقاذ الموسم ولو جزئيًا. غير أن السؤال الذي يفرض نفسه: هل تكفي هذه الثلوج لتعويض الأسابيع الضائعة، أم أن التقلبات المناخية ستظل تهدد مستقبل السياحة الشتوية في لبنان؟ الأيام القادمة وحدها تحمل الإجابة.