أخبار لبنان

السعودية تعود إلى قلب المشهد اللبناني.. دعم نواف سلام ومصالحة الأطراف السياسية

تُصعب السجالات السياسية على الرئيس المكلف نواف سلام مهمته. تشي بأن خلافاً مستحكماً، مطلوب أن يفتح مع الثنائي على خلفية الأسماء المقترحة لتولي الحقائب الوزارية. وعُلم أن الخلاف على الاسم المقترح لتولي حقيبة المالية قد عاد مجدداً على إثر اقتراح سلام اسماً لشخصية شيعية خارج الثنائي، رفضه رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي رفض أيضاً الاختيار من بين ثلاثة أسماء تعرض عليه. وفيما كان ينتظر أن يزور سلام قصر بعبدا أمس، ترددت معلومات مفادها أن سلام زار بعبدا واجتمع لقرابة ساعة من الوقت مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وبقي اللقاء بعيداً عن الإعلام.

ويأتي هذا التأزم الحكومي في وقت دخلت فيه مباشرة السعودية على خط تشكيل الحكومة ودعم الرئيس المكلف والعهد معاً. ولم تقتصر لقاءات وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان على الرئاسات الثلاث والرئيس المكلف نواف سلام. فالعشاء الذي كان مقررا أن يجمعه مع الكتل السياسية، تمت الاستعاضة عنه بلقاءات جانبية مع رؤساء الأحزاب والكتل النيابية والتغيريين، كل على حدا. وخلال الليلة التي أمضاها في لبنان، توافد عدد من السياسيين للقائه تلبية لدعوة هدفها التشاور بعيدا عن الإعلام حول الحكومة من دون الدخول في الأسماء، والاصلاحات والتعاون في المرحلة المقبلة. وكان من بين القوى التي التقاها بن فرحان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بما يمثل فتح صفحة جديدة من العلاقة بين باسيل والمملكة السعودية.

 

وما لمسه جميع من التقاهم أن السعودية في صدد إعادة الامساك بزمام الأوضاع في لبنان والانطلاق منه لتثبيت الوضع في سوريا، وهذا لن يحصل إلا بحكومة موثوق بها، ولهذا كان كبير الديبلوماسيين في المملكة صريحاً مع من التقاهم بقوله إن بلاده لا تريد الفشل للرئيس المكلف، وهو طلب بصريح العبارة من القوى السياسية وبينهم باسيل، تسهيل مهمته في تشكيل الحكومة والترفع عن وضع العراقيل.

واذا كان اللقاء مع بقية القوى يبدو طبيعياً لاسيما القوات والكتائب وحتى المردة، فإن اللافت كان اللقاء مع باسيل بما يؤكد عزم السعودية انهاء القطيعة التي تعود إلى سنين طويلة بدأت على خلفية ملف آرامكو. يريد بن فرحان للتيار أن يكون ضمن التركيبة الحكومية أو بمعنى أدق دعم العهد بعد الحكومة. باسيل سبق والتقى الرئيس المكلف لمرتين متتاليتين بعيدا عن الإعلام، كما التقاه رئيس مجلس النواب للانتقال في البحث من مرحلة الاتفاق على الحقائب إلى الأسماء.

وكان يفترض أن العقد الحكومية تبدأ بالحلحلة تدريجياً. ولو أن الرئيس المكلف لم يمرن بعد على فكرة وضع رئيس الجمهورية بأجواء مشاوراته مع السياسيين بدليل الاكتفاء بزيارتين إلى بعبدا للتشاور.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق